المشروع الحلم…

ما بدأته قبل سنوات طويلة هنا على هذه المدونة أصبح أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى، تأخرت كثيراً في انجاز الفكرة العامة لما رغبت بالتعبير عنه في عام 2010، وذلك عند كتابتي لأول قصة قصيرة بعنوان: قصة حب قصيرة، لكن الحرب والتراجع بخدمات البنية التحتية والتضخم وهموم الحياة سحبتني تماماً من عالم التدوين والكتابة.

صورة عن خبر اقتراب اكتمال المشروع اضغط هنا لقراءة التويت

بالرغم من ذلك استطعت وخلال سنوات الحرب من كتابة ما يزيد عن 600 صفحة A5 من القصص القصيرة والمتوسطة والطويلة، منهم ما كتبته على جوالي ومنها على حاسبي المحمول، منها ما كتبته في محافظة حماه، وحمص، وطرطوس، واللاذقية، والأغلب كان في حلب.

عرضت ما كتبته على جمهور ضيق من المعارف والأصدقاء عبر الانترنت وجميع الردود كانت ايجابية، كانت رغبتي الأكبر بعرض مسودتي الأولى على والدي رحمه الله، لأنه كان الداعم الأكبر في تحفيزي لنحت أسلوبي في الكتابة وتطويره بنصائح غير مباشرة، كان دائماً ينصحني بقراءة جون شتاينبك، اقرأ اللؤلؤة يا علي، اقرأ عناقيد الغضب كان يقول لي. أو الأدب الروسي: اقرأ الدون الهادىء.

وكنت أهم بقراءة هذه الكتب باهتمام مفرط لعلي أجد أسرار رغب بي والدي اكتشافها، لكنه توفي قبل أن يقرأ المسودة الأولى، وعزائي أنه قرأ الجزء الأكبر منها بشكل مجزأ.

عمي ساعدني كثيراً بنصائحه وتوجيهاته وذلك بعد أن استطعت أخيراً من طباعة المسودة الأولى ورقياً بمساعدة صديقة العمر، ونصحني بتجزئة المجموعة إلى ثلاثة مجموعات. وهي ذات النصيحة التي قدمها لي ابن خال والدي، وكلاهما من قامات الثقافة في مدينة حلب. فقررت تجزئة المجموعة بالفعل إلى كتب ثلاثة بحيث لا يزيد عدد صفحات المجموعة الواحدة عن 200 صفحة. وكانت خير نصيحة.

المشكلة الأكبر هي علمية التدقيق والتي أخذت وقت وجهد كبير وذلك لعدم توفر الوقت والكهرباء لانجاز المطلوب. لا أدري بالضبط ماذا ستكون الخطوة القادمة، هل هي النشر الورقي أم الالكتروني.

لماذا أكتب؟، هل أكتب بغرض الشهرة؟ أم المال؟ أم انني أكتب لأنني أود أن أن أكتب. إن الغرضين الأوليين لم يتحققا بعد بالرغم من أنني لا أخفي سراً برغبتي بذلك مع انني شخص لا يحب تسليط الأضواء عليه. لكن المال سينفعني بكل حال على تحسين وضعي ودعم مشاريعي المستقبلية. هذا ومع علمي بأنّ نشر الكتب ليس بالعمل المربح مادياً في العالم العربي.

أنا أكتب لأنني بالدرجة الأولى أشعر برغبة عارمة في الكتابة، في كلّ مرة أنجز جزء من القصة أشعر بسعادة تكاد تصل إلى سعادة الأب بمولوده الجديد. وأود بالفعل أن أستطيع نقل هذه الشعور بالرضا للقارىء الذي ينتهي من قراءة ما كتبت.

أتمنى أن أتمكن من انجاز هذا المشروع بأقرب فرصة ممكنة، بنظري لقد وصلت إلى 90% من نسبة الانجاز ولم يتبقى إلا تسليم المجموعات إلى دار نشر متخصصة. مع إني حاولت انجاز أغلب العمليات الفنية بقدرتي المتواضعة واخترت صورة غلاف وهي لابنة اختي بعمر الثماني سنوات تقفز فرحة نحو السماء، وقام أخيها زيد بتصويرها بالكاميرا وهو بعمر الأربع سنوات والصورة من عام 2014.