عن الفانتازيا الحضرية – ميسرة عمر.

وصلني قبل مدة هاتف من عمي يوجهني إلى قصة قصيرة عثر عليها بالصدفة، طلب مني وضع الكلمات المفتاحية “فانتازيا حضرية” وستكون النتيجة الأولى. كتبها شخص غير معروف (بالنسبة لي على الأقل) يدعى “ميسرة عمر“. وحين يكون النصح من عمي فاعرف أنك أمام كنز ثمين.

الصورة من مقالة “مصر تخطط لعاصمة جديدة“.

القصة بعدد صفحات 24 صفحة. وتدور أحداثها في مصر وهي عن أم ريفية وابنتها وحفيدها في وسط ضجيج المدينة وحرها، يرغبون بالعودة إلى منزلهم. وخلال مدة قصيرة استطاع ميسرة عمر نسج أحداث قصة درامية تتفوق في وصفها على أكثر القصص تمرداً وجرأة، وهي من نوع القصص التي لا يمكن لخيالك أن يبارحها بمجرد الانتهاء منها.

إن كتابته تتسم بالهدوء والنفس الطويل، وهو من الواضح يكتب لنفسه وبذلك امتلك أعظم ملكات الكتابة وهي “الحرية”. حرية أن تعبر عما ترغب بالبوح به بغض النظر عن ردود فعل الجمهور أو انتقاده، هو يكتب لأنه يريد أن يكتب، ومن خلال البحث في مدونته لديه عدد من المقالات بالعربية والانكليزية بمواضيع شتة مكتوبة بأداء محترف.

القصة تبدأ بظهور الأم وابنتها (وهي البطلة) مع طفلها وسط زحام وحر العاصمة، دون توضيح أسباب قدومهم من قريتهم أو شرح لتفاصيل أكثر، ربما أنهوا معاملات طلاق أو ربما لا، لكن بكل الأحوال والمؤكد هو رغبتهم بالعودة إلى المنزل.

تتصارع الفتاة مع والدتها حول الطريقة المناسبة للعودة، ويختلط عليهم خطوط النقل الداخلي وتفترق الأم عن ابنتها وطفلتها، لتصل القصة إلى ذروتها قبيل وصول الفتاة إلى منزلها بقليل.

ومع كل جزء من القصة تتعرى الفتاة فيها، ومع كل تعري تكتشف فيه كم هي منفصلة عن واقعها، الغاية، الوصول إلى المنزل، وكأنّ في الوصول إليه نهاية حتمية لكل المآسي والمصائب التي ألمت بها، وهي في كلّ خطوة تخطوها نحو المنزل كانت صاعقة تنزل وتزلزل أركان عالمها. هل هو بالفعل منزل؟. أم جحيم على شكل منزل.

وفي نهاية القصة يورد السيد ميسرة عمر فقرة صغيرة ذكر فيها تفاصيل وردت بالقصة وختمها بسؤال عن ذلك الحضر العجيب، الذي لن يتوقف عن الاتساع العمراني الساحق، الذي يبتلع الناس جميعاً، والطبيعة الخضراء كلها داخله؟. هل سيتوقف؟.

يمكنكم تحميل القصة بالضغط هنا.

أضف تعليق